ويقول الباحثون في جامعة روتجرز بنيوجرسي في دراسة على الفئران، إنه يمكن استخدام هذا الاكتشاف لإيجاد علاجات لاضطرابات ما بعد الصدمة، التي يمكن أن تؤدي فيها الحواس دوراً مهماً.
وتشير النتائج إلى أن حواسنا تعمل بمثابة "صفارة إنذار" للحالات الخطرة، فالأنف يحتوي على "أجهزة استشعار" تتعامل مع "الروائح المخيفة" بشكل مستقل عن الدماغ، فيزيد نشاطها.
وراقب العلماء نشاط الخلايا العصبية الأولى من نظام حاسة الشم لدى الفئران، وتبين لهم أن نشاط هذه الخلايا لا يعود فقط للروائح الموجودة في الأنف، بل إن نشاطها مرتبط بزيادة استجابتها عندما تشم رائحة خاصة تجعلها تتوقع أنها ستتلقى صدمة كهربائية.
هذه النتائج مفاجئة لسببين، من ناحية أولى تدل على أن الجهاز الحسي يحلل المعلومات حول الروائح العاطفية قبل أن يكون للدماغ فرصة لتفسيرها. ومن ناحية ثانية، لأننا نميل إلى التفكير في التعلم كشيء يحدث في عمق الدماغ بعد الإدراك الواعي، إلا أن الدراسة تظهر أن أقرب الخلايا العصبية في الجهاز الحسي يمكن أن تتغير نتيجة التعلم.
ويعتقد أطباء الأعصاب أن الروائح تثير الذكريات لأن العصب الشمي، يحمل الرسائل من الخياشيم إلى الدماغ، ويقع قريباً جداً من اللوزة الدماغية والحُصيْن، ومناطق الدماغ المتصلة بالذاكرة العاطفية.