أمهلت الحكومة الأوكرانية الطلبة الأجانب حتى 20 مايو الجاري لمغادرة البلاد، وذلك بسبب الاضطرابات السياسية الداخلية. في جامعات أوكرانيا طلبة مغاربة في مختلف التخصصات، فكيف يعيش هؤلاء في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة؟ وكيف يتواصلون مع ذويهم في المغرب؟ وهل حياة هؤلاء الطلبة مهددة حقا بسبب هذه الاضطرابات؟ "الإعلام يصور الأحداث من زاوية مبالغ فيها"، يقول أحد الطلبة.
تضخيم إعلامي
يصف عبد الحميد بوخريص، طالب بجامعة زابوروجيا الطبية الحكومية كيف أصبح قلق أمه كبيرا في بداية المواجهات التي شهدتها العاصمة كييف. "عندما تسمع أي تقرير تلفزيوني عن أوكرانيا، تسارع لحمل الهاتف والاطمئنان علي"، يقول عبد الحميد شارحا كيف أن الإعلام يصور الأحداث من زاوية "مبالغ فيها"، إلى درجة أن الأوكرانيين استغربوها، خصوصا تقارير عن السرقة وانعدام الأمن
المغرب أفضل
أما أبو بكر فصحي، وهو طالب في كلية الطب أيضا، فيرى أن البلاد تجتاز فعلا مرحلة اضطرابات، ولو خير بين المغرب وأوكرانيا لبقي في المغرب. "كان بالإمكان أن أتجنب هذه المشاكل والمصاريف الزائدة نهائيا لو درست بالمغرب". حصل أبو بكر على الباكالوريا بميزة مشرفة في المغرب، إلا أنه لم يستطع الالتحاق بكلية الطب بالمغرب، مما اضطره للذهاب لأوكرانيا. "لو كانت معايير اختيار الطلبة منصفة لكنت أدرس الآن في المغرب، ولا أعاني من الغربة وتبعات الثورة الأوكرانية.
تحذير
لا يفكر الطلبة المغاربة، وخاصة طلبة الطب، بالعودة النهائية للمغرب إلا بعد استكمال مشوارهم الدراسي، مع أن المدن الشرقية في أوكرانيا تعاني من مشاكل حقيقية، إذ أعيد التجنيد الإجباري للسكان الأصليين، وتم إلزام الطلبة الأجانب مؤخرا بمغادرة الحدود الأوكرانية قبل 20 ماي وإخلاء الدولة مسؤوليتها عما سيحصل لأي طالب لم يغادر الأراضي الأوكرانية قبل المهلة المحددة، تحسبا لوقوع أي مواجهات مع الجيش الروسي.